أثار رجيم اتكنز الكثير من اللهفة لدى من يعانون من السمنة المفرطة، لأنهم عرفوا أنه سيساعدهم على فقدان عدد ضخم من الكيلوجرامات في مدة زمنية قصيرة. هذا صحيح بالفعل، ولكن.... هل هو نظام غذائي صحي؟
هذا المقال يقترب قليلاً من رجيم الطبيب الأمريكي الأشهر في عالم التخسيس: روبرت اتكنز. ويلقي الضوء على نظامه الغذائي المشهور، ويجيب عن السؤال الأهم: أيهما أصح للجسم: حمية اتكنز أم حمية كامبردج؟
لندع هذا المقال يجيب عن السؤال بحيادية.
ما هو رجيم اتكنز؟
هو نظام غذائي استثنائي، ابتكره الطبيب روبرت اتكنز عام 1972 بغرض فقدان قدر كبير من الوزن في مدة زمنية قصيرة. تعمل الفكرة الأساسية في حمية اتكنز على حرمان الجسم من المصدر الرئيسي للطاقة: الكربوهيدرات. فلا يجد الجسم أمامه مصادر غنية بالطاقة غير الدهون، فينتقل إليها رأسًا ويبدأ في حرقها طلبًا للطاقة، فيفقد الإنسان وزنه في مدة زمنية قياسية، تصل في بعض الأرقام المسجلة إلى 9 كيلوجرام في شهر واحد فقط.
فيعتمد رجيم اتكنز على مد الجسم بالكميات الكافية من البروتين والدهون وتقليل الكربوهيدرات إلى الحد الأدنى، فلا يجد الجسم أمامه إلا الدهون كمصدر للطاقة، فيبدأ بحرق الدهون، وينخفض الوزن بسرعة في مدة زمنية قياسية.
فيسمح رجيم اتكنز بتناول كمية غير محدودة من الدهون بأشكالها وصورها المختلفة – على عكس أنواع الحمية الأخرى – بالإضافة إلى البروتين الحيواني مثل اللحوم والسمك والدجاج.
كيف يعمل رجيم اتكنز؟
ينقسم رجيم اتكنز إلى 4 مراحل:
المرحلة التمهيدية: وهي المرحلة التي يبدأ فيها الجسم بالإقلال من الكربوهيدرات إلى الحد الأدنى (نحو 20 جرام في اليوم) والتركيز على الدهون والبروتين فقط. تعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الصادمة للجسم، والتي يفقد فيها أكبر كمية من الكيلوجرامات تصل إلى 10 كجم. ولكن المتوسط هو فقد نحو 5 – 7 كجم في هذه المدة (من أسبوعين إلى شهر).
المرحلة الثانية: وهي مرحلة النزول المستمر للوزن. في هذه المرحلة يتم زيادة الكربوهيدرات بشكل مدروس، وبأنواع معينة من الخضروات بشكل أساسي. كذلك يتم الاعتماد على أنواع محددة من الفواكه والحبوب والمكسرات. ينقص وزن الجسم في هذه المرحلة نحو 4 – 5 كجم.
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة الوصول للوزن المطلوب أو ما قبل تثبيت الوزن. في هذه المرحلة يتم زيادة النشويات تدريجيًا بمقدار أقل. تعتبر هذه المرحلة أصعبهم لمن تجاوز المرحلتين السابقتين، وكذلك هي أطولهم لأن الوزن فيها ينزل بمقدار أقل، وفي مدة أطول. عند الوصول للوزن المطلوب يتم الانتقال إلى مرحلة التثبيت.
المرحلة الرابعة: وهي المرحلة الأخير (مرحلة تثبيت الوزن). ويكون الجسم قد وصل إلى الوزن المثالي في هذه المرحلة أو اقترب منه. في هذه المرحلة يكون الجسم قد اعتاد على تقليل الكربوهيدرات أو أدرك الكمية المناسبة لاستهلاكه، ليستمر عليها بقية حياته.
مميزات حمية اتكنز
خفض الوزن في زمن قياسية، وخاصة في أول أسبوعين أو أول شهر
يعود الجسم على عادات جديدة، ويكسر النمطية المضرة في استهلاك الكربوهيدات بكميات غير مدروسة
عيوب رجيم اتكنز
رجيم عالي بالدهون:
ففكرته قائمة – في الأساس – بالاعتماد على تعويد الجسم على حرق الدهون، ومن ثم يحدث استهلاك غير محسوب لجميع أنواع الدهون، ومعظم الدهون مشبعة وضارة. وهذا بالطبع يؤدي إلى إصابة الجسم بأمراض القلب وضيق الشرايين.
يصيب الجهاز الهضمي بالإمساك:
لفقره في الألياف الغذائية الموجودة بوفرة في الخضروات والفاكهة.
فقره بالفيتامينات والمعادن:
لذلك يصف الطبيب القائم على هذا النظام بعض الأدوية التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن، كمكملات وكمصدر تعويضي للجسم لهذه المواد.
رجيم صعب:
يصعب الالتزام به فترة طويلة، وخاصة في المرحلة الأولى والثالثة
عودة الوزن مرة أخرى:
عقلية مطبق رجيم اتكنز قائمة على اتباع نظام غذائي لفترة محددة، أملاً في العودة مرة أخرى إلى الحياة العادية، واستهلاك الطعام كما السابق. لذلك غالبًا ما يعود من فقدوا وزنهم مع حمية اتكنز، إلى أوزانهم مرة أخرى، وربما أكثر.
ما الفرق بين حمية اتكنز وحمية كامبردج؟
يحدث دائمًا سوء تفاهم مع الجسد فيما يتعلق بإنقاص الوزن. فالإنسان الذي يزيد وزنه في سنوات، يرغب في فقدانه في شهور، بل أسابيع. هل أقول: يتمنى فقده في يوم واحد؟ يحدث هذا بالفعل.
المدهش هو أن من يفكر بهذه الطريقة يرغب في فقدان الوزن، حتى يتمكن من الاستمتاع بحياته مرة أخرى، والعودة إلى نفس النمط الغذائي الذي كان يعيش عليه، وكأنه لم يتعلم شيئًا مما مضى! أيُعقل هذا؟
الطريق الوحيد – بإجماع علماء التغذية – هو الالتزام بنظام غذائي صحي متوازن مدى الحياة، وليس لفترة زمنية محددة.
لذلك حرصت كامبردج – تحت إشراف نخبة من أبرع الأطباء وخبراء التغذية – بإنشاء نظام حمية يناسب كل شخص على حدة، واضعة في الاعتبار الظروف الصحية، المرحلة العمرية، الوزن المناسب، الأمراض المزمنة، والعديد من العوامل التي تختلف حتمًا من فرد لآخر.
رجيم اتكنز وإن كان يساعد على فقدان وزن كبير في مدة زمنية قصيرة، فهو لا يجب أن يكون حمية عامة يستخدمها الجميع بلا استثناء أو ضوابط. بل إن هذا من الممكن أن يؤدي إلى انتكاسة صحية أخرى على المستوى الجسدي والنفسي، بل وفي بعض الحالات النادرة قد يؤدي إلى الوفاة.
لذلك ترى أكاديمية كامبردج أن النمط الغذائي الصحي المتوازن (الدائم) المناسب لكل شخص على حدة – حسب نمط حياته ووظيفته وعاداته اليومية – هو الأنسب على الإطلاق. وخاصة أن جميع أنظمة كامبردج يتم تفعيلها بالتواصل الشخصي مع كل فرد يرغب في إنقاص وزنه، بدون أن يؤثر ذلك على حالته الصحية.
هل ترغب في معرفة المزيد عن حمية كامبردج وأنظمتها الفعَّالة، وقصص نجاح من سبقوك إلينا؟